اللغات السامية هي اللغات التي تنتسب لجماعة الساميين وهم نسل سام بن نوح عليه السلام، وهناك من يقول أنها كانت لغة سامية أم وتفرعت منها لغات متعددة، وهي تندرج ضمن اللغات الأفروآسيوية (الأفريقية الآسيوية) .
و جاءت نظرية "اللغات السامية" من التسمية التي أطلقها "شلوتسر""Shlozer" على العبرانيين والفينيقين، والعرب والشعوب المذكورة في التوراة على انها من نسل "سام بن نوح". ولم تقم نظرية التوراة في حصر اولاد سام على اساس عرقي، بل بنيت على عوامل جغرافية وسياسية، ولهذا أدخلت العيلاميين واللوديين " Lud" في أبناء "سام"، مع أنهما ليسا من الساميين، ولا تشابه لغتهما لغة العبرانيين.
تعتبر اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم(اللغة العربية الفصحى) وكذلك سائر لهجات العرب الأخرى، هي فروع من مجموعة لغات عرفت عند المستشرقين ب "اللغات السامية".
يتحدث باللغات السامية حاليا حوالي 400 مليون شخص تقديرا، ويتركز متحدثوها حاليا في الشرق الأوسط وشمال أفريقياوشرق أفريقيا. أكثر اللغات السامية انتشارا هذه الأيام هي العربية إذ يفوق متحدثيها المئتي مليون متحدث، تليها الأمهريةبـ27 مليون متحدث ثم العبرية بـ7 ملايين متحدث ثم التجرينية بحوالي 6 ملايين متحدث.
فرضية اصل اللغات السامية
تنوعت الفرضيات التي تتوقع وتدرس منشأ اللغات السامية، فهناك الفرضية التي تقول أن المنشأ كان شبه الجزيرة العربية، وهناك الفرضية الأخرى التي تقول أن المنشأ هو منطقة النيل والبلاد الكنعانية القديمة كمنطقة فلسطين.
العلاقة بين اللغات السامية
القرابة بين اللغات السامية واضحة وضوحاً بيناً، وقد أدرك مستشرقو القرن السابع عشر بسهولة الوشائج التي تربط بروايط متينة ما بين اللغات السامية، وأشاروا إليها، ونوهوا بصلة القربى التي تجمع شملها. بل لقد سبقهم إلى ذلك علماء عاشوا قبلهم بمئات السنين هداهم ذكاؤهم وعلمهم إلى اكتشاف تلك الوشائج والى التنويه بها. فقد تحدث عالم يهودي اسمه: "يهودا بن قريش" " Jehuda ben Koraish".، وهو ممن عاشوا في أوائل القرن العاشر الميلادي ، عن القرابة التي تجمع بين اللغات السامية، وعن الخصائص اللغوية العديدة المشتركة بين تلك الألسن، كما أبدى ملاحظات قيمة عن الأسس اللغوية التي تجمع شمل تلك اللغات.
أقرب اللغات السامية إلى اللغة الأم:
اختلف العلماء في أصل اللغات السامية وأقدم لغة سامية وأقربها إلى اللغة الأم المفقودة؛ ولهم في ذلك اربعة أقوال هي:
1- العربية هي أقدم لغة.
2- العبرية هي أقدم لغة.
3- الآشورية هي أقدم لغة.
4- البابلية هي أقدم لغة.
ورغم أن علماء اللغة العرب لم يفطنوا إلى اللغات السامية إلا قليل منهم، إلا أن منهم من حكم بأن اللغة السريانية هي الأقدم والأقرب إلى اللغة الأم. ويمكن القول بان اللغة العربية هي اللغة الأقدم والأقرب للغة السامية الأم، لما فيها من ثروة لفظية عظيمة، ودلالات مختلفة للفظ الواحد؛ كالترادف، والتضاد، والمشترك اللفظي، وتصاريف الفعل الزمنية، وكثرة استخدام الضمائر وأنواعها، ووجود ظاهرة المثنى فيها وحدها، ووجود الإعراب، واحتفاظها بكثير من الأصوات غير الموجودة في أخواتها الساميات؛ كالثاء والذال والظاء والغين والخاء والضاد.
الموطن الاصلي للساميين :
اختلف العلماء في تعيين الموطن الأصلي للساميين، وذهبوا في ذلك مذاهب وهي :
1- جنوب غرب شبة الجزيرة العربية (اليمن)، وقد قال بذلك رينان Rinann وكارل بروكلمان K. Brokelemann وفلبي Feleppi.
2- ضفاف الفرات ودجلة (بين العراق وأرمينيا)، وممن قال بذلك فون كريمرVon Kremerوجويدى Guidi وهومل Hommel.
3- بلاد الحبشة وقال به بلكريف Belkrif.
4- شمال أفريقيا، وقال به جيرلند Gerland.
5- سوريا وأرض كنعان، وقال به جون بيترس John Beatres.
6- الحجاز ونجد، وقال بذلك شبرنجر A. Sprenger.
ويلاحظ أن تحديد الموطن الأول للساميين يعتمد على مناطق طرد السكان ومناطق جذبهم؛ في هجراتهم التي يتنقلون خلالها من مكان إلى آخر. ولذلك يرى بعض العلماء أن الحجاز ونجد يعدان مناطق طرد للسكان إلى اليمن جنوباً؛ والعراق والشام وأرمينيا شمالاً، وشمال أفريقيا غرباً. ولذلك يرجحون أنه هو الموطن الاول للساميين ثم تفرقوا في المناطق المذكورة واختلفت لغاتهم.
تدوين اللغات السامية:
تعد الكتابة أمراً مهماً، وذلك لحفظ اللغة في مراحلها المختلفة. وهناك خلافات كثيرة بين اللغة المنطوقة ( Spoken Language) واللغة المكتوبة (Wtiten Language). وقد دونت كل اللغات السامية قديماً؛ فيما عُثر عليه مكتوباً على المعابد والقبور والأحجار. وعُرفت تلك الكتابة باسم النقوش.
No comments:
Post a Comment