هل وصل العراقيون القدماء الى قارة امريكا الجنوبية
القليل من بني البشر يدرك أن أعظم الأشياء أبسطها، فمن بذرة صغيرة تخرج شجرة عملاقة تشق طريقها نحو السماء، وعلى نبات رقيق هش التكوين مثل القصب قامت حضارات عظيمة في مصر والعراق، وبسببه تعارفت الشعوب من ارجاء العالم قبل أن يولد مكتشف امريكا (كريستوفر كولومبس) .
و من هذه القلة من بني البشر ، ظهر العالم النرويجي و الحار المغامر (ثور هاريدال) الذي آمن بان السومريين القدماء هم من الاوائل الذين اكتشفوا أمريكا قبل كولومبس، وكي يخبر العالم بحقيقة ما آمن به، قام ببناء سفن من البردي في محاولة لمحاكاة الماضي، ليثبت بالدليل كيف أنه كانت هناك اتصالات بين شعوب منطقة الشرق الأوسط، خاصة بين شعوب وادي الرافدين ودلتا النيل وبين شعوب قارة أمريكا .
و سنورد دليل وجد في بوليقيا في امريكا الجنوبية ، مكتوب عليه بعض النصوص المسمارية ..
بعض الفرضيات التي قد تبين انتقال حضارة العراقيين القدماء الى قارة امريكا
1- اختراع القوارب الشراعية :
تمكن العراقيون القدماء من صناعة قوارب شراعية استخدموها في التجارة و التنقل لمسافات كبيرة وكذلك في الحروب ، بعد ان كانوا يستخدمون الحيوانات كالاحصنة و الحمير وغيرها للتنقل . كانت هذه القوارب مصنوعة من حزم (ربطات ) من البردي و الخشب ، بينما كانت الاشرعة مصنوعة من الكتان و كانت الاشرعة مستطيلة الشكل ، وقد كانت خفيفة الوزن لكي يسهل حملها من اليابسة الى الماء و بالعكس.
تطورت هذه القوارب فيما بعد ، بعد استخدامها في الحروب ،فاصبحت جوانب القارب اعلى لكي تحمي المجذفون من الهجمات .و كذلك ارتفعت منصة القارب لكي يسهل على الرماة رمي اسهمهم على الاعداء . و كذلك دببت مقدمة القارب لاختراق القوارب الاخرى اثناء الهجوم . وبعد ذلك تطور استخدام هذه القوراب في المجال السلمي ايضا .
اتاحت هذه القوارب الشراعية الفرصة للعراقيين القدماء للوصول جنوبا على طول سواحل للخليج العربي ، حيث كشفت التنقيبات عن ادلة ، مثل فخاريات تعود الى الالف الرابع قبل الميلاد ، تركها العراقيين القدماء على سواحل الخليج العربي و الجزر القريبة منه.و ايضا عرف العراقيون القدماء اساليب الملاحة لتطور علوم الفلك لديهم.
ربما تمكن العراقيون القدماء من بناء سفن شراعية متطورة عن سابقاتها ، مكنتهم من الوصول الى اماكن بعيدة مثل قارة امريكا الجنوبية .
2- بحارة الخليج العربي :
كان للعراقيين القدماء علاقات وثيقة مع الحضارات التي نشأت في الخليج العربي ، مثل حضارتي دلمون (البحرين حاليا) و مجان (سلطنة عمان حاليا ) .
فقد اطلق السومريون على دلمون "أرض الخلود والحياة وأرض الفردوس" ، حيث احتلت دلمون مكانة متميزة في اساطير السومريين ، لا تقل عن مكانتها كمركز تجاري بحري مهم .
ختم دلموني قديم |
وقد كان لدلمون دورا كبيرا في عملية التفاعل والتواصل بين حضارات بلاد الرافدين، وحضارة وادي السند لما قامت به من دور فاعل في الحركة التجارية . وبفضل هذا الاتصال والتواصل كانت الكثير من السلع والبضائع ترد الى مدن بلاد الرافدين من حضارة وادي السند، ويمكن الاستدلال على هذه التبادلات من خلال العديد من النصوص المسمارية التي اكتشفت في مدن بلاد ما بين الرافدين، ومن ابرز هذه النصوص المسمارية نص مؤرخ بحوالي 2500 قبل الميلاد ينسب الى احد ملوك ويتحدث فيها عن السفن الدلمونية التي كانت تنقل الأخشاب من وادي السند إلى بلاد الرافدين، وهي إشارة ان دلمون هي مركز تجاري ومورد لمختلف أنواع السلع.
فقد كانت دلمون القديمة محطة تجارية رئيسية للسفن التجارية القادمة من الجنوب، حيث مراكز حضارة وادي السند وحضارة مجان في سلطة عمان، ومن الشمال مراكز حضارة بلاد الرافدين وحضارة عيلام بالطرف الشمالي الغربي من فارس، فكانت السفن تصل إلى البحرين وبمختلف البضائع .
اما حضارة مجان (سلطنة عمان حاليا ، وتعني "ارض النحاس" ) فقد كانت ذات اهمية لا تقل عن حضارة دلمون عند العراقيين القدماء .
بعض المنتوجات النحاسية القديمة من حضارة مجان |
فقد اشتهرت حضارة مجان عند السومريين ببناء السفن البحرية و صهر النحاس . وقد ورد اسم "مجان" في نصوص سومرية وأكادية ، حيث اسموها بـ (Matu – Ma – Gan – Na) اي ارض مجان . وقد أفادت بعض النصوص السومرية و الاكدية وجود صناعة بناء السفن في هذا المكان ، والواقع أن أهل الساحل الشرقي لجزيرة العرب عرفوا ببناء السفن منذ القديم وقد ركبوا البحار وتاجروا ، وتوسطوا في نقل التجارة من مختلف السواحل ولا تزال صناعة بناء السفن الشراعية معروفة حتى اليوم مع قلة ربحها وعدم تمكنها من منافسة البواخر إلا أنها على كل حال مورد رزق لأصحابها لاقتناعهم بالقوت القليل.
ربما تمكن العراقيون القدماء من استخدام سفن بحارة الخليج العربي في الوصول الى اماكن بعيدة مثل قارة امريكا، او ربما نقل هؤلاء البحارة اثناء رحلاتهم البحرية حضارة وادي الرافدين الى قارة امريكا.
3- البحارة الفينيقيون او الكنعانيون :
سكن الفينيقيون الساحل الشرقي من البحر المتوسط (الشاطئ اللبناني في الزمن الحاضر)، وأكد قدراته وصفاته البحرية، وكانت سفنه وبحارته من اشهر والأكثر خبرة من المستكشفين في العالم القديم، وذلك منذ الألف الثاني قبل الميلاد. سافر الفينيقيون على جميع البحار المعروفة وغير المعروفة في هذه الفترة، وأنشأوا العديد من المدن والمراكز التجارية وذلك بين القرن الثالث عشر والقرن التاسع قبل الميلاد.
إن سعيهم المتواصل وراء الشمس، دفع البعض للاعتقاد بوجود صلة خاصة تربط الفينيقيين بأسطورة طائر العَنْقَاء، الذي يسعى للوصول إلى الشمس، فيحرق جناحيه ويولد من جديد من رماده. مثل الفينيق، تجول هؤلاء الملاحين على البحار بحثا عن الثروة والمغامرة، فحرقت الشمس بشرتهم من دون ان تبطئ حبهم للبحر، فاطلق أيضا عليهم اسم "الرجال الحمر".اطلق عليهم البابليون اسم (كناجي أو كنا خني Konkani) و ربما استق منه اسم (كنعاني) .
سفينة فينيقية |
تعرضت المدن الفينيقة لتاثيرات سياسية و ثقافية مختلفة من قبل حضارات وادي الرافدين مثل الحضارة البابلية ، و هذا ادى الى استخدام الكتابة المسمارية التي كانت يستخدمها البابليون في هذه المدن . حيث ظلت الكتابة المسمارية مستخدمة في المدن الفينيقة لفترة من الزمن. فيما بعد شعرت هذه المدن بالحاجة إلى تحسين الكتابة واستبدال السومرية بأنظمة اقل تعقيدا وصعوبة في التعليم، فتمت محاولات متعددة في أماكن وأوقات مختلفة، من أجل ابتكار كتابات جديدة ومبسطة واستعمال الأوراق على حساب الألواح.
الابجدية التي طورها الفينيقيون |
هناك ادلة لا باس بها عن وصول الفينيقيون الى قارة امريكا ، و اكتشافها قبل ان يكتشفها كولومبس او الفايكنج (Vikings) ، ومن هذه الادلة (نقش بارابيا)، و هو نص مكتوب بالحروف الفينيقية-الكنعانية، اكتشف في البرازيل ويفترض به أن يكون دليلاً على وصول الفينقيين الكنعانيين إلى القارة الأمريكية.
ربما نقل الفينيقيون حضارة العراقيين القدماء الى قارة امريكا اثناء رحلاتهم البحرية ، او ربما استخدمهم البابليين في الوصول الى تلك المنطقة البعيدة ..
اناء (فوينتا ماغنا) او (The Fuente Magna Bowl) اقوى الادلة حتى يومنا هذا
يعتبر هذا الاناء الحجري الكبير احد اكبر الادلة التي تثبت وصول حضارة وادي الرافدين الى قارة امريكا الجنوبية . وجد هذا الاناء بطريق الصدفة من قبل احد العمال ، وجده قرب بحيرة (تيتكاكا) او (Lake Titicaca) التي تبعد حوال 80 كم من مدينة لاباز في بوليفيا . و يعتبر هذا الاناء "حجر رشيد بالنسبة لحضارات قارة امريكا" او (The Rosetta Stone of the Americas).
اول من عرف هذا الاناء هو العالم الاثري البوليفي (don Max Portugal-Zamora) سنة 1958من صديقه ( Pastor Manjon) ، و كلاهما اعطاه هذا الاسم و الذي يعني "المصدر العظيم" (Great Source).
نحت على هذا الاناء، ذو اللون الارضي البني ، بالكتابة المسمارية (Sumerian Cuneiform ) مع بعض الرسومات و الكتابات الاخرى . يعتقد العلماء و من ضمنهم العالم ( Dr. Clyde A. Winters) بان الكتابة على الاناء هي كتابة مسمارية تعود للسومريين الاوائل (Proto-Sumerian) ، و هذه الكتابة وجدت على العديد من الاثار السومرية القديمة .
تمكن هذا العالم من فك شفرة هذه الكتابة الموجودة على الاناء ، بعد عرضها على العديد من علماء اللغة السومرية .
و اليكم الترجمة الانكليزية للكتابة الموجودة على الاناء :
“Approach in the future (one) endowed with great protection the Great Nia. [The Divine One Nia(sh) to] establish purity, establish gladness, establish character. (This favorable oracle of the people to establish purity and to establish character [for all who seek it]). [Use this talisman (the Fuente bowl)] To sprout [oh] diviner the unique advice [at] the temple. The righteous shrine, anoint (this) shrine, anoint (this) shrine; The leader takes an oath [to] establish purity, a favorable oracle (and to) establish character. [Oh leader of the cult,] open up a unique light [for all], [who] wish for a noble life.”
اذا كانت ترجمة (Dr. Winters) صحيحة ، فان هذا له تاثير كبير على فهمنا للحضارة السومرية و تاثيرها على الثقافة البوليفية القديمة . بعض العلماء يعتقدون بان هذا الاناء صنع من قبل سومريين عاشوا في بوليفيا حوالي عام 2500 قبل الميلاد . حيث عرف عن العراقيين القدماء قدرتهم العالية على الابحار و صناعة السفن ، هذه السفن التي ابحروا بها الى الهند و غيرها من الاماكن البعيدة .
تقريير رائع ياريت مصدر الصور مع الشكر
ReplyDeleteهذه بعض الروابط
Deletehttp://www.abovetopsecret.com/forum/thread1018224/pg1
http://staff.aub.edu.lb/~webbultn/v6n6/
http://www.discover-syria.com/bank/94
ان شاء الله ارسلك مصدر الصور .. و شكرا اخي الكريم
ReplyDeleteعن جد شي غريب و عجيب
ReplyDeleteبالضبط..
Deleteموضوع شيق الصراحة
ReplyDeleteرائع جداً. الغريب باننا لم نسمع عن هذا الامر من علماء الآثار العراقيين وانا من العراق
ReplyDelete